نادين لبكى قبل إشعار علني جوائز الأوسكار: السينما أداة للتغيير.. ورفضت عروضا للعمل فى هوليود - سينما تو
نجلاء سليمان
* أتمنى انتصار «كفر ناحوم» بجائزة أفضل فيلم أجنبى لإلقاء كلمة مهمة عن تصنيع الأفلام.. و«زين» سيرافقنى إلى الحفل
* زوجى رهن منزلنا لإنتاج الفيلم دون علمى.. والقصة مستوحاة من أزمة أطفال الشوارع بلبنان
يقطن صانعي فيلم «كفر ناحوم» فترة من جنى الثمار الهامة، لفيلمهم الذى أحرز نجاحات هائلة على صعيد الجوائز العالمية وقوائم الترشيحات، بدأت بفوزه بجائزة لجنة التحكيم فى مهرجان كان السينمائى، مرورا بالترشح على كشوف البافتا وجولدن جلوب، إلا أن الحظ لم يحالفه لمواجهته منافسا قويا وهو فيلم «روما» للمخرج المكسيكى ألفونسو كوارون الذى حصد أكثرية جوائز السينما ذلك الموسم، وقد كان آخر تلك النجاحات ترشحه ضمن لائحة أوسكار أفضل فيلم ناطق باللغة الأجنبية.
اللبنانية نادين لبكى، مخرجة وكاتبة الفيلم، تنتقل من جمهورية إلى أخرى في الفترة الفائتة لحصد فوز فيلمها، والاستمتاع بردود التصرف الإيجابية، بخصوص حكاية الفيلم التى لاقت إعجابا كبيرا من قبل النقاد، وتدور أحداثه بخصوص طفل يصل من السن 12 عاما، شعر بالتجاهل وعدم الاعتناء من قبل عائلته حتى بات واحد من أطفال الشوارع الذين يلاقون الصعاب كل يوم فقرر مقاضاة والديه على ذلك الإهمال.
أجرت لبكى حوارا مع جريدة الجارديان البريطانية، بشأن حكاية الفيلم، وتأثيره فى الأوساط اللبنانية وعلى مستوى العالم، والصدمة التى أحدثها في ما يتعلق بـ قضايا أطفال الشوارع والتلميح إلى مكابدة أطفال المشردين السوريين الذين لا يملكون أوراق ثبوتية ما يكون السبب فى حرمانهم من الخدمات وأبسط أشكال الحياة.
وقالت المخرجة اللبنانية فى حوارها، إنها استوحت حكاية الفيلم من المشاهد اليومية لأطفال الشوارع التى كانت تتعرض لها، وإقامتهم المستدامة على جوانب الطرقات، ورؤيتها لهم يبيعون البضائع لأصحاب المركبات سواء كانت زهورا أو حمولات ثقيلة يبلغ بعضها إلى حمل أنابيب الغاز، وذات يوم رأيت طفلا فى نصف الليل يسعى السبات على كتلة إسمنتية فى منتصف الطريق لكنه لم يستطع، وهنا شعرت بالمسئولية المجتمعية تجاه هؤلاء الأطفال، وفكرت أن الصمت يعد تواطؤا فى تلك الجناية، فهؤلاء الأطفال فى خطر دائم، وقررت البدء فى البحث أكثر عن حياتهم بمساهمة مجموعة من الكتاب، وتفقدوا وضع الأطفال فى الأحياء الفقير ومراكز الاتجاز والمحاكم، واستكمال وضعهم وأسلوب حياتهم.
فكرة مقاضاة الآباء لإهمال أبنائهم استلهمتها نادين لبكى نحو سؤالها لأحد الأطفال ذات يوم عن شعوره تجاه الحياة التى أجبر عليها، وقد كان رده مفاجأ لها، حيث استمر يتساءل عن نفع إنجابه إن لم يكن سيلقى القدر الكافى من الحب والاهتمام ويتعرض للضرب والإهمال، ففكرت فى أن رواية الفيلم سوف تكون عن «زين» الذى سيقول لا مزيد من تلك المكابدة، خاصة بعد أن علمت بقصة امرأة كان تملك 16 طفلا وتوفى 7 منهم نتيجة لـ الإهمال.
«زين الرفاعى» الطفل الذى يقاضى عائلته فى فيلم كفر ناحوم، هو واحد من الأطفال الذين ذاقوا تجربة العيش فى الشوارع، وهو نازح سورى، اكتشفه واحد من أعضاء فريق الفيلم ووجد أنه أكثر غضبا وأكثر حكمة أيضاً، لم يذهب إلى المدرسة وقد كان ضئيل الكمية نتيجة لـ سوء التغذية كما تروى نادين لبكى، ولكنه هذه اللحظة يقطن فى النرويج مع أسرته، فى حياة مهيئة ويحدث تصوير فيلم وثائقى عن وضع حياته هذه اللحظة.
وعن الدوي الذى أحرزه الفيلم فى لبنان، صرحت ناحوم إن ردود الإجراء بخصوص «كفر ناحوم» انقسمت إلى نصفين، القلة شعر بالخجل والصدمة، بالتأكيد كانوا يعرفون وجود هؤلاء الأطفال ولكن أيا منهم لم يكن يعرض إلى أى نطاق بلغت تلك المأساة وتدور منافشات جادة بخصوص تحويل الحال، والبعض الآخر فضلوا الإنكار على الاقتناع بأن مثل تلك الموضوعات تدور فى بلدهم، فهؤلاء لا يرغبون فى مشاهدة انعكاس الخلل والنقائص فى المرآة.
وعن وضع الأفلام فى لبنان، شددت لبكى على أن التصنيع تجابه ظروف حرجة عظيمة، ومن يرغب في إصدار فيلم فهو بمفرده فى مهب الريح، وتلك الصعوبات تجابه الجميع رجال ونساء سواسية، لهذا كانت الكيفية الوحيدة لإنتاج كفر ناحوم هو أن يضطلع بـ قرينها الموسيقار والموزع الموسيقى خالد مزنر إصدار الفيلم كاملا، واضطر لرهن منزلهما دون إخبارها بالأمر، واستمر التصوير لفترة 6 أشهر فى أوضاع استثنائية حيث كانوا يحاولون عدم لفت الحيطة بخصوص ما يصنعونه.
وعن ترشح الفيلم للأوسكار، صرحت لبكى، إنها كانت فى منزلها وقت الإشعار العلني عن الترشيحات، وفى نفس الوقت تواصلت مع الطفل زين بطل الفيلم المقيم فى النرويج، وسمعا النبأ معا، وسوف تصطحبه معها إلى الحفل المقرر معيشته يوم 24 شباط الجارى بمسرح دولبى فى هوليوود.
ترفض نادين لبكى مجرد التفكير فى ترك لبنان والانتقال إلى الولايات المتحدة الامريكية رغم العروض التى تلقتها والسيناريوهات التى عرضت عليها لتأدية الأفلام فى أمريكا، ولكن السينما فيما يتعلق لها نافذة تحويل، وتأمل الفوز بالأوسكار لكى تحصل على الوقت الخاص لكل رابح «30 ثانية» لإلقاء كلمة موجزة ولكنها هامة للتحدث عن ضرورة تصنيع الأفلام والكفاح الاجتماعى، لاعتقادها الدائم أن السينما تستطيع إحراز والتأثير فى التحويل الاجتماعى.
تعليقات
إرسال تعليق